السبت، 23 سبتمبر 2023

ليبيا

 تقول احد الناجيات من اعصار


تقول بأنني الناجية الوحيدة 

كيف أكون أنا الناجية لست أدري

رحل الجميع هُنا حتى بيتنا أختفى!

لا أثر له 

كل ما أتذكرة بأننا اجتمعنا تلك الليلة 

في أجواءٍ شتوية جميلة مع نفحة باردة خفيفة ودفء العائلة

أعدت أمي الحساء الشهي المنكه بالحبق والزعتر وبعد العشاء افترقنا ذهب كلٌ منا لغرفته

لم استفق إلا على صوت صراخٍ وضجيج 

هذا أبي يحاول سحبنا لمكانٍ آمن 

وتلك أمي تدعوا بنحيبٍ وذعر  تسحب الطاولات لتسد الباب

وأختي الصغيرة تبكي بهلع

لازالت أصواتهم عالقة في ذهني 

كيف سأنجو منها ؟ لست أدري 

وفي لحظة ما لا أفهمها وجدت نفسي تحت الركام 

يناديني أحدهم ويردد عبارات عديدة  لطمأنتي

لكنني لم أفقه منها شيئاً 

سُحبت أخيراً من تحت الركام 

وعلت التكبيرات والهتافات 

رُفعت في سيارة إسعاف

يُقال بأنني أُعاني من بعض الكسور 

كل هذا وأنا أُحملق في الجميع، أحاول أن أفهم 

ماذا تعني الناجية الوحيدة ؟

اسمع الشق الأول للجملة " ناجية " 

أريد أن أسعد أن أفرح كوني نجوت بأعجوبة

لكن تلك "الوحيدة" تصفعني قبل أن أُمدد شفتي فيختفي طيف ابتسامتي 

لم أنجو لا !

هم الناجون، سيتجمع أمي وأبي وأختي جميعاً هناك في جناتٍ النعيم

وأبقى أنا عالقة عند آخر لحظة 

حيث حساء أمي ورائحة الحبق والزعتر وصوت نشرة الأخبار وتحليلات أبي عقب كل خبر 

وشجارات أختي الدائمة على غسل الأطباق

سأبقى هناك أحتمي بذكرياتهم إلى أن تصفعني موجة يتبعها صوت صراخ !


#منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق