يخاطب صديقه : إنني أشعر بالحزن فقد جاء الصبح ولم ترسم الابتسامة على وجهى
ولم يستطع نور الصباح
أن ينير وجهي
وقد خرجت إلى العمل في المدينة
أريد كسب لقمة العيش
بعد أن فهمت أن الفقر يلازمني
وعدت ولايوجد في جيبي إلا القيل من النقود
فأصلحت حذائي بعد أن مشيت كثيرا
وتسليت مع صديقي بلعبة النرد كي أمضي الوقت وأرد السأم والملل عني
وعندما قال لي صديقي قصة غبية
صرت أضحك وكان هناك فقير متسول يطلب
المال باكيا
وعندما حل المساء جاء الليل متسللا دون أن يستأذن
وعندما يأتي الليل تأتي معه الهموم والأحزان
حزن كبير لاترى فيه لا سعادة ولا فرح
حزن ساكت أخرس
والسكوت لا يعني القبول
بل هو عدم القبول بالواقع
وعدم القبول بأن أياما من عمرنا
تذهب عبثا
وبأن واقعنا ومانتكل عليه كذب
وبأن الإحباط قد أصاب الحياة فصار كل مافيها بشع
ما أتعس الكلمة التي قالها رفيقي
الذي يحب يتزيين الكلام عندما كنا نمشي
وكنا نشبك الأيادي
وكان الهم والألم في حياتنا
حيث قال كأننا لقاح طار من شجرة إلى شجرة
لسنا صالحين لشيء
وأننا منحوسين لاحظ لنا
فخفت فضحك رفيقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق