عنوان: شخصية لا تُنسى - جدتي
في زوايا الذاكرة، تسكن صورة امرأة لم تكن تشبه أحدًا، امرأة تحمل بين طيات وجهها حكايا الزمن ودفء الحنين... إنها جدتي.
كانت جدتي امرأة قصيرة القامة، مائلة إلى الامتلاء، لكن في عينيها بريق لا يخفت، كأنها تخبّئ فيهما سرّ الحياة. وجهها تجاعيدُهُ كأنها خرائط من الخير والصبر، وكل خطّ فيه يروي قصة من التعب والسهر والحب. يديها خشنتان من العمل، لكنّ لمستهما أحنّ من الحرير، وصوتها حين تحكي لنا الحكايات كان يحملنا إلى عوالم سحرية.
ما ميّزها لم يكن شكلها فقط، بل شخصيتها العظيمة. كانت صبورة في أوقات الشدة، حكيمة في لحظات الحيرة، وحنونة إلى حدّ الذوبان في قلوبنا. لم تكن تقرأ أو تكتب، لكنها كانت تعرف الحياة أكثر من كل الكتب. كانت تحسن الإصغاء، وتنثر حولها الطمأنينة أينما جلست. علّمتنا أن الخير لا يُقاس بكثرة المال، بل بعمق القلب.
جدتي لم تكن شخصية مشهورة، لكنها في عيوننا كانت بطلة. بطلة الأيام الصعبة، وسيدة الحب غير المشروط. غادرتنا منذ سنوات، لكن رائحتها ما زالت عالقة في الذاكرة، وملامحها تلوح في تفاصيل البيت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق