عالج الأدب الاجتماعي القضايا التي تهم الفرد في المجتمع ومعاناته عبر العصور من فاقة وفساد إداري وإهمال لدور الشباب في بناء المجتمع وتطويره ورصد حركة المجتمع وبروز وعي الجماهير الكادحة ونضالها من أجل تحقيق أهدافها .
ولقد أدرك الأديب العربي الصلة الوثيقة بين الأدب والمجتمع ،فهو يعتبر فرد فاعل من أفراد المجتمع، يؤثر ويتأثر به، فقام بتسليط الضوء على آفات ومشكلات المجتمع عبر العصور ، ففي العصر الجاهلي وعى الشاعر العربي الحياة وبنية العلاقات الاجتماعية والمثل الأخلاقي وعياً فطريّاً لاينفصل عن وعي قبيلته، حيث تناول الشاعر موضوعات لها صلة بالحياة الاجتماعية كظاهرة الصعلكة التي جسدها الشاعر عروة بن الورد وهو يخاطب زوجه مبيناً مكانة الفقير في المجتمع :
ذريني للغنى أسعى فإني رأيت الناس شرهم الفقير
وها هو الشاعر عمرو بن معد يكرب ينتقد سياسة الكيل بمكيالين في المجتمع الطبقي :
إذا قتلنا ولايبكي لنا أحد قالت قريش ألا تلك المقادير
نعطى السوية من طعن له نفد ولا سوية إذ تعطى الدنانير
أما في عصر المماليك الذي شهد حروبا وصراعات كثيرة إثر انهيار الدولة العربية والذي أدى إلى كساد بضاعة الشعراء عند الحكام بسبب التأثير الذي حصل على اللغة العربية وآدابها الأمر الذي جعل الشعراء والأدباء ينصرفون إلى المهن الأخرى، ومن بينهم الشاعر أبي الحسين الجزار الذي عكس لنا صورة اجتماعية عن واقع الفقراء والبؤساء في ذلك العصر ، وعرض لنا صورةوجدانية فردية للفقروالبؤس الذي كان يعاني منه ،حيث يصور فقره وقلة حيلته بأنه لايملك الثياب والدواء وحتى أدنى مقومات الحياة:
لي من الشمس خلعة صفراء لا أبالي إذا أتاني الشتاء
ومن الزمهرير إن حدث الغيم ثيابي وطيلساني الهواء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق